بداية تصنيع الترامادول |
بداية الترامادول
في الدول المتحضرة التي ترعي مرضاها رعاية علمية سليمة لا يصرف هذا الدواء إلا من مستشفيات السرطان ويعتبر من المخدرات الشديدة الممنوع تداولها حيث يوضع في الجدول رقم (1) للممنوعات التي لا تصرف إلا بروشتة مختومة من خلال روشتة مخدرات.. ولكن حكومة المخلوع ارتكبت أكبر جريمة طبية بوضعه في جدول (3) أي يمكن بيعه دون روشتة ولم تقم بتوعية الأطباء عن خطورته ولم تضع تحذيراً واضحاً عن مخاطر إدمانه مما نتج عنه أن كتبه الأطباء لعلاج الآلام بدون حذر، خاصة تلك التي تعقب العمليات الجراحية وفي حالات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل التهابات الأعصاب والتهابات المفاصل، وذاع صيته كدواء يقوي الشباب ويساعد علي زيادة ساعات العمل وتحمل العمل الشاق حيث يتجاوز متعاطوه الجرعات المقررة بنحو ثلاثين ضعفاً مؤدياً إلي الوفاة.ورغم تحذيرنا المستمر ونداءاتنا المتكررة بوضعه في جدول أول مخدرات إلا أن ذلك لم يحدث إلا بعد حدوث الطامة الكبري بعد أن استخدمه عامة الشعب صغير وكبير وبيع دون تجريم وتدريجياً أدرك المرضي مضاعفاته الخطيرة.
كما أن انتشارالترامادول و تعاطيه وإدمانه حول مصر إلي هدف للعصابات الدولية لاختراق مصر وقد شاهدنا ملايين الأقراص تضبط خلال الشهر الأخير وقد جذب ذلك العديد من ضعاف النفوس للاتجار فيه مما حولهم من مواطنين صالحين إلي أصحاب عصابات البلطجة وجرائم قتل المتظاهرين علي يد بلطجية النظام وآخرها مذبحة بورسعيد التي ارتكبها مجرمون لا قلب لهم، والترامادول هو شريك تلك العصابات وشاهدنا الانفلات الأمني المتعمد الذي يجب أن يحاسب عليه كل رموز الحكم البائد.. لقد أثبتت الأبحاث أن 5 أشخاص من كل 1000 شخص يتعاطونه يرتكبون حوادث عنف 50٪ منهم في الشهر الأول للتعاطي، خاصة فوق الثلاثين عاماً.. فلقد ثبت حدوث جلطات بالمخ في 30 من كل ألف متعاط في دراسة لتقارير من منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية كان معظمها 80٪ في أول ثلاثة أشهر للتعاطي وتظهر في سن ما فوق العشرين عاماً وتتركز 47٪ منها فوق الخمسين عاماً.
ويؤدي ادمان الترامادول إلي الإصابة بجلطات القلب في الرجال والنساء علي السواء بالتساوي وقد زادت هذه الإصابات في عامي 2009 و2010 مع زيادة استخدامه عالمياً، ففي بحث أجري في يناير 2012 علي 2100 متعاط وجد أن 33 منهم أصيب بجلطة القلب وتبدأ الإصابة به في سن الثلاثين ويزداد احتمال الإصابة بجلطة القلب مع كبر السن.
إن خطورة جلطة القلب تقع في الساعات الأولي للإصابة، وللأسف فإن مدمن الترامادول لا يشعر بعنف ألم الجلطة نتيجة لأنه يقلل الألم مما يؤدي إلي مضاعفات تؤثر جوهرياً علي التعافي منها وربما إلي الوفاة دون إدراك لحدوث الجلطة.
ومن الكوارث الكبري التي تحدث مع الترامادول النوبات الصرعية الكبري ونوبات فقد الإدراك مما يعرض المريض للحوادث والوفاة نتيجة لذلك، والترامادول لا يؤدي فقط لحدوث النوبات الصرعية عند من لديهم الاستعداد لذلك فقط بل يحدث نوبات صرعية لأول مرة دون سابق إصابة وهنا تكمن الخطورة وهذه الإصابة تحدث مع مختلف الأعمار.
ويضيف الدكتور أحمد أبوالعزايم: لقد ظهر واضحاً أنه يؤدي إلي الاعتماد الجسمي والنفسي ثم الإدمان حيث تظهر أعراض الانسحاب علي المريض بعد تعاطيه لفترة غير طويلة لأن المخ يفرز مادة الأندروفين التي تشبه الأفيونات في خواصها حتي تساعد الإنسان علي تحمل الآلام العادية لكن الترامادول مثل باقي المخدرات يثبط من إفراز المخ لهذه المادة ويجعله يعتمد تدريجياً علي الأفيونات الخارجية ووقف إفراز المخ للأفيونات الطبيعية من المخ وهو ما يمثل خطورة كبيرة حيث يسبب التعود ويحتاج المريض إلي زيادة الجرعة بشكل مستمر للحصول علي التأثير المطلوب، وهنا مكمن الخطورة لكونه يؤدي إلي الإدمان والتوقف عنه يؤدي إلي الميل للقيء والإسهال وصعوبات في التنفس والآلام الشديدة وعدم التركيز والهذيان إلي جانب الهلوسة وهو قاتل إذا ما استخدم مع الخمور حيث يؤدي إلي شلل التنفس.
إن ترامادول لا يؤثر فقط علي ناقل الإشارة العصبية الأندروفين ولكن الكارثة أنه يؤثر علي ناقل الإشارة العصبية الكاتيكولامين والسيروتونين مؤدياً إلي الإصابة بأعراض مثل المرض العقلي في شكل ضلالات الشك المرضي، والإصابة بأعراض الاضطرابات الوجدانية الذهانية وعادة ما يكون ذلك لتغيير الجرعات وانقطاعها أحياناً فتشخص أعراض انسحاب، وقد أظهرت الأبحاث حدوث الالتهابات الفيروسية في المخ لمتعاطي الترامادول بنسبة 3 في الـ 1000 وحدثت في سن فوق الثلاثين وواحد في الألف لالتهابات المخ غير الفيروسية.
إن من وقع في مشكلة التعود علي الترامادول نتيجة لوصف هذا الدواء علي روشتة طبية تتحمل عبئه الدولة التي سمحت به ولم تكتب تحذيراً شديداً علي علب الدواء ولم تحذر الأطباء من مضاعفاته ويجب أن تتحمل علاج هؤلاء، أيضاً لذلك فالعلاج السريع قبل أن تتفاقم هذه المشكلة هو العامل الحيوي الذي سوف يساعدك بسرعة وأمان علي الخلاص منه.. حفظ الله مصر من الشر والأشرار ووقاها الفتن والمحن.